أخبار وطنية الصادق بن مهني يوجّه رسالة إلى ابنته بعد تهديدها بالقتل
وجّه الصادق بن مهني رسالة الى ابنته المدونة والناشطة الحقوقية لينا بن مهني وذلك على اثر تلقيها تهديدا بالقتل من قبل مجهولين عبر الفايسبوك. ودعا الصادق بن مهمني ابنته الى مواصلة نضالاتها ومشوارها في الدفاع عن حقوق الانسان وعدم الاكتراث بالتهديدات التي تطالها. وجاءت الرسالة كالآتي:
لينا الغالية!
متيقّن أنا أنّ وعيد السّفلة لن يرعبك ولن يثنيك عن مواصلة مشوارك على هواك وكيفما يمليه عليك ضميرك. ومتاكّد أنا أنّك ستمضين على دربك تفضحين ما تفضحين وتشيدين بما تشيدين، تشهّرين بما تشهّرين وتهدين الورود صادقة لا طامعة ولا منافقة. وأنا على قناعة لا خدش فيها بأنّك ستظلّين على الدّوام كما أنت: تونسية حرّة تجهدين لأن تكوني إنسانة جديرة بانتمائها إلى البشرية
ومواطنة تمارس مواطنتها واجبات وحقوقا ولا تضع نفسها موضعا دونيا لا لأنّها امرأة و لا لأنّها شابّة ولا لأنّها من العالم المغلوب على أمره ولا لأيّ اعتبار.
وأدرك أنّك ستظلّين على سليقتك وعلى خيارك: تشكرين وتلومين معا، تساندين وتعارضين معا، تنقدين وتآزرين معا ، لا تهمّك الإيديولوجيا في حدّ ذاتها ولا يعيقك انتماء ولا يقودك اصطفاف أو مسبق تخطيط أو تدبير مصلحيّ. وأعرفك تذودين عن الحقّ خالصا وعن حقوق النّاس أيّا كانوا وعن حلم الحرّية ساطعا بهيا وللجميع وعن مثل و أخلاق في أعمق أعماق معانيها.
وواثق أنا أنّك لن تنهزمي ولن تُهزمي ولن ترتدّي ولن تنثني ولن يشتريك أحد ولن يغويك إغواء ولن تزلزلك لا النّوائب و ا الاعتداءات ولا الوعيد ولا السّيوف المشرعة باتّجاهك.
وأعرف أنّك تعرفين أنّك لأنّك كما قلت ستظلّين هدف كثر أغلبهم دافعت وتدافعين وستدافعين عنهم منهم من لا يرى سوى نقدك وتشهيرك ومنهم من يريدك أن تتحوّلي عبدة له ،ومنهم من يحسدك على حرّيتك ومنهم من عطّل الفكر فيه، ومنهم من غرّر به ومنهم من حلا له القيد، ومنهم من لا يعرف إلاّ علاقة "يا قاتل يا مقتول" ومنهم من تستبدّ به رغبة الاستبداد، ومنهم من لا يفهم بالمرّة من أنت ولماذا أنت أنت.
لينا العزيزة!
سيستهدفك مرّة بل مرّات أخرى من استهدفوك كم مرّة في الشّوارع و الطّرقات و من استهدفونا في دارنا و في دارهم ولكنّ بعضا آخر من زملائهم سيظلّون يحمونك و يحترمونك . و لن يكفّ عن استهدافك هؤلاء الّين أخرجوا علينا من غياهب التّاريخ بسبب و بدون سبب لأنّك أنت أنت و لأنّك في ذهنهم المريض حليفة "الطّواغيت ، وسيستهدفك من لن يهدأ لهم بال و لن يرتاحوا إلاّ إذا ما استقرّت لهم رقابنا كما لو لم تتبدّل حال ، وسيستهدفك هذا لأنّك في عرفه مرتدّة و ذاك لأنّك تعطّلين عمل من يقاومه و الآخر لأنّك تحرجينه و غيرهم لأنّك ، ببساطة ، لست مثله ,
لينا مبعث فخري !
اخترت الطّريق الصّعب و لا أملك إلاّ أن أقول لك : "هنيئا لك بالطّريق الصّعب!" اخترت التحدّي والمقاومة و أن تكويني كما تشائين لا كما يبتغى لك و أنا فخور بك كما أنت و نصير لك في كلّ ما تفعلين و رغم أنّي أجزع عليك لن أنثني أبدا عن "مباركة" حالك و ترحالك و تحدّيك. اخترت أن تكوني خارج كلّ انتماء و كلّ تشيّع و كلّ اصطفاف و رفضت لنفسك أن تكوني في حمى قطيع و لكنّك ، و أنت كذلك ،لست وحدك و لن ينفرد بك أحد :أنت في حضن أهاك و في أحضان كثيرين يجلّونك و يحبّونك وبين جناحي الحرّية .
للينا ابنتي ، صديقتي ،رفيقتي !
سينهزمون و ستغلبين.
سيندحرون و ستظلّين.
ستتبدّل الأحوال لا محالة.
أقسم شعبنا على انتصار الشّمس و ستنتصر الشّمس.